١٠٨٢ وذات الحمام، وهي سوق (جامعة بها)«١» جامع بناه زيادة الله بن الأغلب منصرفا من المشرق إلى إفريقية، بإزائه بئر طيّبة «٢» حولها جباب «٣» وبساتين وبها قصر خرب يتداول سكناه «٤» روابط صاحب مصر. وسمّيت ذات الحمام لأنّ كلّ من شرب من مائها حمّ إلّا من عافاه الله، ولذلك يقول الحداة: ربّ سلّمنا من الحجاز وغلاها ومن مصر ووباها ومن ذات الحمام وحماها.
١٠٨٣ وأمّا الحنية فهي شطر حنية قائمة «٥» في وسط فحص بينها وبين البحر شرف يقال إنّها كانت باب الإسكندرية، وينزل حولها لواتة ومزاتة خصائص، وبين الحنية وذات الحمام مائدة رخام أسود يقال إنّها كانت مائدة فرعون تحتها جبّ يعرف بالتيس.
١٠٨٤ والكنائس، وهي ثلاثة قصور مهدّمة بالقرب منها عقبة تعرف بآبار قيس، وهما بئران عذبتا الماء بعيدتا الأرشية. ومن جب العوسج «٦» إلى قباب معان بينهما ثلاثون ميلا، وهي جباب حولها هذه القباب وهي المعروفة بخرائب القوم «٧» . قال محمّد «٨» : خرائب القوم «٩» مدينة خرّبها الروم، فيها جباب، وبغربي خرائب القوم «١٠» قصر أبي معد نزار «١١» بن خالد بن يحيى بن بابان، (فنزله من قريش من قرابه جبير بن مطعم نحو عشرين بيتا وأحياء)«١٢» كثيرة