للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون أن وما بعدها من الفعل للتعليل وتبيين سبب التحذير فكأنك قلت: أحذرك لأجل أن تقرب الأسد وعليه قول الشاعر:

(قبح بالسرائر في أهلها ... وإياك في غيرهم أن تبوحا)

فائدة:

ومما ينخرط في سلك هذا الفن أنهم ربما أجابوا المستخبر عن الشيء بلا النافية ثم عقبوها بالدعاء له فيستحيل الكلام إلى الدعاء عليه كما روي أن "أبا بكر الصديق" رضي الله عنه رأى رجلاً بيده ثوب فقال له: أتبيه هذا الثوب؟ فقال: لا وعافاك الله فقال: لقد عُلِّمتم لو تتعلمون هلا قلت: لا وعافاك الله؟

ــ

بعضهم أن تحذف بدلاً من إياي في إياي أن يحذف لا مسبوقاً بمن المقدرة، وبهذين الاحتمالين بطل استدلال من استدل بالبيت المذكور على جواز: "إياك الأسد" بحذف "من"، أو "الواو" لأنه إذا كان بدلاً لم يكن "من" ولا "الواو" مقدرة، كما لو كان منقطعاً عما قبله، على أن حذف الجار داخلاً على الاسم الظاهر في مثل هذا التركيب على غير قياس استعمال الفصحاء إياه. لكن لم يصدر هذا البيت من فصيح، ومثله يرد فلا يثبت به أصل من أصول العربية. كذا في بعض شروح "الكافيه".

وفي "شرح الشواهد" إن هذا البيت من أبيت "الكتاب" مع تسليم صحة الاستشهاد به، فهو مما صدر عن الصفحاء إلا أن يثبت أنه استشهد به على لغة غير فصيحة، وهو أمر لم يثبت بعد.

وقال "ابن بري": إنه "للفضل بن عبد الرحمن القرشي" يخاطب به ابنه، وقلبه:

(ومن ذا الذي يرجو الأباعد نفعه ... إذا لم تصلح عليه الأقارب)

<<  <   >  >>