للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"أكثم" اسم أبيه. وقد صبوه بالتاء المثناة وبالتاء المثلثة، وقالوا: إنهما لغتان فيه، ومعناه عظيم البطن.

وهو قاضي "المأمون" و"الرشيد"، وله مآثر في صحبة الخلفاء مشهورة.

و"الصاحب" الوزير، وإذا أطلق -[في كتب الأدب]- فالمراد به "ابن عبَّاد"، والأصداغ تشبه بالواو والهمزة وغير ذلك مما هو معروف في كتب الأدب كما قيل:

(أهواه مهفهفاً ثقيل الردف ... كالبدر يجلُّ حسنه عن وصف)

(ما أحسن واو صدغه حين بدت ... يا رب عسى تكون واو العطف)

(ومن خصائص لغات العرب إلحاق الواو في الثامن، كما جاء في "القرآن العظيم" {التائبون ... } الآية، وتسمى واو الثمانية).

وفي "المغني" واو الثمانية ذكرها جماعة من الأدباء كـ "الحريري" ومن النحويين الضعفاء كـ "ابن خالويه" ومن المفسرين كـ"الثعلبي". وزعموا أن العرب إذا عدوا قالوا: ستة، سبعة، وثمانية إيذاناً بأن السبعة عدد تام وأن ما بعده عدد مستأنف، وقد جاء في القرآن: {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر}.

والظاهر أن العطف في هذا الوصف بخصوصه إنما كان من جهة أن الأمر والنهي من حيث هما أمر ونهي متقابلان، بخلاف بقية الصفات، أو لأن الآمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر وهو ترك المعروف، والناهي عن المنكر آمر بالمعروف، فأشير إلى الاعتدال بكل من الوصفين وأنه لا يكفي فيه ما حصل في ضمن الآخر، وفيه كلام آخر مفصل في "حواشي القاضي".

(ومن ذلك أنه جل اسمه لما ذكر أبواب جهنم ذكرها بغير واو، لأنها سبعة فقال: {حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} ولما ذكر أبواب الجنة بها الواو لكونها ثمانية فقال سبحانه: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها}.

<<  <   >  >>