هذه أبيض من تلك ولا هذا أعور من ذلك، وأما قوله تعالى:{ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}(الإسراء: ٧٢) فهو ها هنا من عمى القلب الذي تترك الضلالة منه، لا بد من عمى البصر الذي تحجب المرئيات عنه وقد صدع بتبيان هذا العمى قوله تعالى:{فإنها لا تعمي الأبصار ولمن تعمي القلوب التي في الصدور}[الحج: ٤٦].
وقد عيب على "أبي الطيب قوله في صفة الشيب:
ــ
الأحكام. فقول المصنف أنه لحن مجمع عليه ليس بصحيح، وقد توزعوا في الدليل فإنه مع إنه ليس بمقيس فأبيض في الأول محتمل للوصفية. وفي الثاني محتمل لأن يكون من البيض، وهو كناية عن أن أولادها لغير رشدهم كالبيض الذي لا يدرى مم حصل كما في "كشف المشكل".
(والغالب على أفعال الألوان والعيوب التي يدركها العيان أن نتجاوز الثلاثي نحو ابيض واحول). وهذا ليس بمرضي لتوجيه ما ادعاه، وإنما المرض عندهم أن الوصف منه جاء على زنة أفعل، فلو صيغ منه اسم تفضيل التبس في بعض الأحوال.
(فأما قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى}[الإسراء: ٧٢] الآية. فهو ههنا من عمى القلب الذي تتولد الضلالة منه لا من عمى البصر).