للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تدخل أل على كافة أيضا

ونظير هذا الوهم قولهم: حضرت الكافة، فيوهمون فيه أيضا على ما حكاه "ثعلب" فيما فسره من معاني القرآن، كما وهم القاضي "أبو بكر بن فريعة" حين استثبت عن شيء حكاه، فقال: هذا ترويه الكافة عن الكافة والحافة عن الحافة والصافة عن الصافة، والصواب فيه أن يقال: حضر الناس كافة، كما قال سبحانه وتعالى: {ادخلوا في السلم كافة} [البقرة: ٢٠٨] لأن العرب لم تلحق لام التعريف بكافة، كما لم تلحقها بلفظة "معا" ولا [لفظة] "طرا".

ومن حكم لفظة كافة أنها تأتي متعقبة، فأما تصديرها في قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} [سبأ: ٢٨] فقيل: إنه مما قدم لفظه وأخر معناه، وإن تقدير

ــ

"الهادي": لا يجوز إدخال اللام عليه لأنه لا بد له من الإضافة، والمضاف إليه إما مذكور أو منوي، ولا يجوز تثبيته ولا جمعه كما ذكره "سيبويه"، وفي بعض الحواشي صرحوا بأن غيرا وإن لم يتعرف لا يجوز إدخال اللام عليه لرعاية صورة الإضافة المعنوية، إلا أن المصنفين كثيرا ما يدخلونها عليه فكأنهم جعلوه بمعنى المغاير، لكنه لم يوجد في كلام العرب، وفي "ضرام السقط" أن لغير ثلاثة مواضع:

أحدها: أن تقع موقعا لا تكون فيه إلا نكرة، وذلك إذا أريد بها النفي الساذج، كما في مررت برجل غير زيد.

<<  <   >  >>