للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لا محيد عما قلناه إلا لمكابر ومعاند.

على أنه قد ورد في كلام البلغاء على خلاف ما ادعوه، كما في كتاب "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - "لآل بني كاكلة" فإن فيه: قد جعلت هكذا "لآل بني كاكلة" على كافة بيت مال المسلمين لكل عام مائتي مثقال عينا ذهب إبريزا. كتبه "عمر بن الخطاب" وختمه: كفى بالموت واعظا يا عمر.

قال الفاضل المحقق سعد الملة والدين في شرح "المقاصد": وهذا مما صح عنده والخط في آل "بني كاكلة" إلى الآن. ولما آلت الخلافة إلى أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، عرض عليه الكتاب فنفذ ما فيه لهم، وكتب عليه بخطه: لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون، أنا أول من اتبع أمر من أعز الإسلام ونصر الدين والأحكام "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، ورسمت بمثل ما رسم لآل بني كاكلة في كل عام مائتي دينار ذهبا إبريزا واتبعت أثره، وجعلت لهم مثل ما رسم "عمر" إذ وجب علي وعلى جميع المسلمين اتباع ذلك. كتبه "علي بن أبي طالب". اهـ.

وهذا مع ما قبله موجود إلى الآن بديار العراق، فقد استعملها معرفة غير منصوبة لغير العقلاء، وهو من الفصحاة بمكان، وقد سمعه مثل "علي" ولم ينكره وهو واحد الأحدين، فأي إنكاؤ واستهجان؟

فقوله في "المغني": كافة مختص بمن يعقل، ووهم "الزمخشري" في تفسير قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} [سبأ: ٢٨] إذ قدر كافة نعتا لمصدر محذوف أي إرسالة كافة؛ لأنه إضافة إلى استعماله فيما لا يعقل وأخرجه عما التزم فيه من الحالية كوهمه في خطبة "المفصل" الذي مر ذكره مما لا يلتفت إليه.

وإذا جاز تعريفه بالإضافة جاز بالألف واللام أيضا، ولا عبرة بمن خطأهم فيه كصاحب "القاموس" و"ابن الخشاب" في قوله: أخطأ "الحريري" في قوله في مقاماته: بقاطبة الكتاب، فإن قاطبة وطرا ومعا مثل كافة عندهم، وادعاء الغلط والشذوذ هنا غير مسموع.

<<  <   >  >>