(وبينما المرء في الأياء مغتبط ... إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير)
فتلقى هذا الشاعر بينما في البيت الأول بإذ وفي الثاني بإذا.
وليس ببدع أن يتغير حكم بين بضم «ما» إليه لأن التركيب يزيل الأشياء عن أصولها ويحيلها عن أوضاعها ورسومها، ألا ترى أن رب لا يليها إلا الاسم فإذا اتصلت بها ما غيرت حكمها وأولتها الفعل كما جاء في القرآن:{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} وكذلك حرف لم فإذا زيدت عليها ما. وهي أيضا حرف. صارت لما اسماً في بعض المواطن بمعنى حين ووليها الفعل الماضي نحو قوله تعالى:{ولما جاءت رسلنا لوطا}. وهكذا قل وطال لا يجوز أن يليهما الفعل إلا إذا دخلت ما عليهما كقولك: طالما زرتك وقلما هجرتك ..
ــ
إلخ» وقال أيضا «فبينا أنا أسعى وأقعد وأهب وأركد إذ قابلني شيخ يتأوه» فكأنه نسي ما قاله هنا وفي المثل «من غير ابتلي».
(بينا تعانقه الكماة وروغه ... يوماً أتيح له جريء سلقع)
وهو من قصيدة «أبي ذؤيب الهذلي» المرثية التي أولها:
(أمن المنون وريبه تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجرع؟ )
وفي شرح ديوانه «للمرزوقي» روى «الأصمعي» بينا تعنقه مجروراً بغير ألف وكان يقول: بينا تضاف إلى المصادر خاصة، وهو تفاعل من المعانقة بعين مهملة وهي معروفة،