الآخر يوادون من حاد الله ورسوله» فاشتملت هذه الآية على الإدغام في الفعلين الماضي والمستقبل. وهذا الحكم مطرد في كل ما جاء من الأفعال المضاعفة على وزن فعل وأفعل وفاعل وافتعل وتفاعل واستفعل، نحو مد الحبل وأمد وماد وامتد وتماد واستمد، اللهم إلا أن يتصل به ضمير المرفوع، أو يؤمر فيه جماعة المؤنث، فيلزم حينئذ فك الإدغام في هذين الموطنين، لسكون آخر الحرفين المتماثلين، كقولك، زددت ورددنا ونظائره، وكقولك في الأمر لجماعة المؤنث: ارددن وامددن، وقد جوز الإدغام والإظهار في الأمر للواحد كقولك: رد واردد، وقاص وقاصص واقتص واقتصص، وكذلك جوز الأمران في المجزوم كما قال تعالى في سورة المائدة:«من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه» وفي سورة أخرى «ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر» كما قال سبحانه «ومن يشاق الله» وفي موطن آخر «ومن يشاقق الله» فأما فيما عدا هذه المواطن المذكورة فلا يجوز إبراز التضعيف إلا في ضرورة الشعر كما قال راجز في الاسم:
(إن بنى للئام زهده ... مالي في صدورهم من موددة)
فأظهر التضعيف في مودة لإقامة الوزن وتصحيح البيت ومثله قوله "قعنب بن أم صاحب" في الأفعال: