(فيوشك يوم أن يوافق ليلة ... يسوقان حتفاً راح نحوك أو غداً)
وتضاهي لفظة يوشك لفظى عسي وكاد في جواز إيراد أن بعدهما وإلغائها معهما. إلا أن المنطوق به في القرآن والمنقول عن فصحاء أولي البيان إيقاع أن بعد عسي وإلغاؤها بعد كاد، والعلة فيه أن كاد وضعت لمقاربة الفعل ولهذا قالوا: كاد النعام يطير لوجود جزء من الطيران منه، وأن وضعت لتدل على تراخي الفعل ووقوعه في الزمان المستقبل فإذا وقعت بعد كاد نافت معناها الدال على اقتراب الفعل وحصل في هذا الكلام ضرب من التناقض، وليس كذلك عسي لأنها وضعت للتوقع الذي يدل وضع أن على مثله، فوقوع أن بعدها يفيد تأكيد المعني ويزيده فضل تحقيق وقوة، وقد نطقت العرب بعدة أمثال في كاد ألغيت إن في جميعها، فقالوا كاد العروس يكون ملكاً، وكاد المتنقل يكون راكباً، وكاد الحريص يكون عبداً، وكاد النعام يكون طيراً، وكاد الفقر يكون كفراً، وكاد البيان يكون سحراً
ــ
(وجدت فؤادي كاد أن يستخفه ... خليع الهوي من أجل ما يتذكر)
وهو وإن سبقه (الأصمعي) إلي هذا فإنه كان يقول: ليس بعربي كاد أن، ولكن حجة (لأبي محمد) في اتباع (الأصمعي) وغيره في هذا، وقد أنشد في صدر هذا الكتاب: ... قد كاد من طول البلى أن يمصحا
وهذا تعنت منه فإن كلام المصنف صريح في جوازه، لكنه ليس بفصيح.
(وخزعبلات) بالخاء المعجمة والزاى والعين جمع خزعبلة، وهى الحديث المستطرف والأضحوكة، وفي (القاموس): الخزعبل كشمردل الأحاديث المستطرفة، وكقذعمل: الباطل كالخزعبيل، والخزعبلة العجب، والخزعبيلة الأضحوكة.