(فغدا لنا من جودك المأكول ... والمشروب والمنكوح والملبوس)
فلما قرأها (سيف الدولة) قال: لقد أحسنا إلا في لفظة المنكوح إذ ليست مما يخاطب بها الملوك وهذا من بدائع نقده المليح وشواهد ذكائه الصريح:
ــ
وقد قيل: إنه في الأصل مفتوح وضم لما عرب، فعلى هذا لا يكون الفتح خطأ نظراً لأصله، لأن العرب لم تعربه قديماً حتى ينسخ أصله بالكلية لاندراجه باستعمالهم في عداد الأسماء العربية، وقد قال (ابن بري): ظاهر كلامه يقتضي أن جميع ما عربته العرب من كلام العجم لا بد من إلحاقه بكلامهم، وليس كذلك، وسيأتي تفصيله- إن شاء الله تعالى-.
(لم يجئ في كلامهم فعلول بفتح الفاء إلا قولهم: صعفوق وهو اسم قبيلة باليمامة).
هذا مما تبع فيه (الجوهري) وليس بصحيح عندهم. قال في شرح (الفصيح): ليس لنا فعلول بالفتح إلا صعفوق قوم باليمامة، وزنوق وهو ما يبني على البئر، وبرشوم لنخلة، وصندوق في لغة، وحكي ضمه أيضاً، وزيد قربوس السرج بسكون الراء، فإنه لغة فيه ضرورة كما قيل، وعصفور في لغة حكاها (ابن رشيق) والمشهور فيه الضم و (سحنون) علم مشهور، وإن احتمل فعلول أيضاً إلا أن الأول اختاره (القاموس)، واعترض على المصنف بأن كلامه يقتضي أن صعفوقاً عربي وليس كذلك. وقد صرح (الجوهري) بأنه غير منصرف للعلمية والعجمة، وقول (الجوهري) لم يجئ على فعلول شئ غيره، أراد في الكلام مطلقاً ولو معرباً من العجمية، وفيه ما مر، وأما خرنوب فالفصيح فيه الضم أو التشديد مع حذف النون، وإنما يفتحه العامة. وقول (ابن الحاجب) في (الشافية): لندور فعلول