ونظيرها لفظة وعد تستعمل في الخير، كما قال. عز اسمه:{وعد لله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} وتستعمل أيضًا في الشر كما قال - تعالى -: {النار وعدها الله الذين كفروا}.
فإن أطلق لفظة [الوعد] أو لفظ وعد انصرف إلى الخير، كما تقول العرب في الشجر المورق: شجر واعد، تومى إلى أنه وعد بالإثمار، وكقولهم في المثل: أنجز حر ما وعد.
فأما الوعيد والإبعاد فلا يستعملان إلا في الشر كقول الشاعر:
(وإني إن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي)
ــ
قيد بمعمول جاز استعماله في الشر أيضًا.
وكذا اختلفوا في الوعد والإيعاد كما ذكره، ثم أنشدوا عليه:
(ولا يهرب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختشي من صولة المتهدد)
(وإني إذا أوعدته أو وعدته ... لمخلف إبعادي ومنجز موعدي)
قالوا: يجوز الخلف في الوعيد دون الوعد، كما في [هذا] الشعر وغيره، ويشهد له قوله تعالى {إن الله لا يخلف الميعاد} وكما قال الشاعر: