ومن كلامهم: ضرب فلان فما قال: حس ولابس، ومنهم من ينونهما، فأما قولهم:"جيء به من حسك وبسك"، فالمراد به من رفقك وصعوبتك لأن الحس الاستقصاء، والبس الرفق فيالحلب.
ــ
"الأزهري": العرب تقول عند لدغة النار: حس حس، وبلغنا أن بعض الصالحين كان يمد إصبعه إلى شعلة نار فإذا لدغته قال: حس حس، كيف صبرك [يا فلان] على نار جهنم وأنت تجزع من هذه؟ وهو من الحس بالكسر من الإجساس أو هو بمعنى الوجع كما في قول "العجاج":
وما أراهم جزعا من حس
(فأما قولهم: جيء به من حسك ويسك، فالمراد به: جيء من رفقك وصعوبتك).
قال "الأصمعي": يقال جيء به من حسك وبسك أي من حيث كان أو لم يكن.
وقال "الزجاج": تأويله من حيث تدركه حاسة من حواسك أو تصرف من تصرفك.
وقال "أبوزيد": جاء من حسه وبسه، أي من حيث شاء، وعن "ابن الأعرابي": الحس الحيلة. كذا في "التهذيب".