ومما يتعجب منه قول بعض علماء العصر: إنه معرب وأصله "كدي كردن" وهو اصطلاح للفقهاء.
(وكأن الأصل في المجدي المجتدي فأدعمت التاء في الدال، ثم ألقيت حركة الحرف المدغم على ما قبله كما فعل ذلك من قرأ:{أمن لا يهدي إلا أن يهدي} والأصل فيه يهتدي".
قال "أبو علي الفارسي" في كتابه "الحجة": قرأ "ابن كثير" و"ابن عامر" يهدي مفتوحة الياء والهاء مشددة الدال، وقرأ "نافع" و"أبو عمرو" بإسكان الهاء وتشديد الدال، غير أن "أبا عمرو" كان يشم الهاء الفتح، وروى "ورش" عن "نافع" فتح الهاء كابن كثير، وسكنها "حمزة" و"الكسائي" إلا أنه خفف الدال، وعن "عاصم" بكسر الياء والهاء مشددة الدال، وعنه أيضًا كسر الهاء وفتح الياء، فمن قرأ "أم من لا يهدي" نسبهم إلى الزيغ عن الحق في معادلتهم الآلهة بالقديم. لسبحانه - والمعنى: أفمن يهدي غيره إلى طرق التوحيد والحق أحق أن يتبع أم من لا يهتدي هو إلا أن يهدي؟ أي أفمن يهدي غيره؟ فحذف المفعول، والكلام ينزل على أن هديت بمعنى اهتديت وإن لم يكن كذلك، لأنهم لما اتخذوها آلهة عبر عنها بما يعبر عن المعبود.
فأما من قرأ يهدي ويهدي في يهتدي فيقال: أدغم التاء في الدال لتقاربهما،