أعال أكثر من عال، فمن هذا يعلم أن "الشافعي" لم يقل ما قاله إلا وقد حفظه، ثم قال "الأزهري": إن ما قاله "الشافعي" وجيه؛ فإنه -تعالى- لما بدأ بذكر مثنى وثلاث ورباع قال:{فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}[النساء: ٣] بجماعة تعجزون عن كفايتهم. اهـ].
[وقد قال بعض أهل اللغة: إنها لغة "حمير"، ويؤيده أنه قرى في الشواذ تعيلوا بضم التاء. (وأما قوله صلى الله عليه وسلم:"إن من القول عيالا" فمعناه أن من القول ما يستثقل السامع أن يعرض عليه ويستنشق الإنصات إليه)].
هو حديث أوله:"إن من البيان لسحراً وإن من العلم جهلاً وإن من القول عيالاً" وفسروه بعرض الكلام على من ليس من شأنه ولا يهمه، وهو قريب مما ذكره المصنف.
والذي رأيناه في كتب اللغة أن من القول عيالا. قال "ابن طاهر" في "فوائد الخرائد": يقال: علت الضالة وأعيل عيلا وعيالاً إذ لم تدر في أي جهة تبغيها، والمعنى أن من القول ما يعرض على من لا يريده وليس ذلك من شأنه، كأن القائل لم يهتد لمن يطلب كلامه فيعرضه على من لا يريده.