للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكاية المسمى بالجملة من مقاييس أصولهم وأوضاعهم، فلهذا وجب أن ينطق باسم البلدة المشار إليها على صيغتها الأصلية من غير تحريف فيها ولا تغيير لها، وذلك أن "المعتصم بالله" حين شرع في إنشائها ثقل ذلك على عسكره، فلما انتقل بهم إليها سر كل منهم برؤيتها فقيل فيها: سر من رأى، ولذمها هذا الاسم، وعليه قول "دعبل" في ذمها:

(بغداد دار الملوك كانت ... حتى دهاها الذي دهاها)

(ما سر من را بسر من را ... بل هي بؤس لمن رآها)

وعليه أيضاً قول "عبيد الله بن عبد الله" في صفة "الشعرى":

(أقوال لما هاج قلبي الذكرى ... واعترضت وسط السماء الشعرى)

(كأنها ياقوتة في مدرى ... ما أطول الليل بير من را)

ــ

صحيحاً وحذفت منه همزة ساء وهمزة رأى لطول الكلمة، وقد حكوا فيها ست لغات: سر من راء، وسر من رأى، [وساء من رأى]، وسامرا، وساميرا، [وساء مراء]، وهذا مغير من سا من رأى أو مغير من ساميرا. وفي "معجم البلدان" سامراً لغة في سر من رأى، وهي مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة، فخربت وفيها لغات: سامراء ممدوداً ومقصوراً، وسر من راء مهموزاً وغير مهمور في قول "الحسين الضحاك":

<<  <   >  >>