فقد قيل فيها عدة أقوال: أحدها أن أنبت بمعنى نبت والهمزة فيها أصلية لا للنقل كما قال زهير:
(رأيت ذوي الحاجات حول بيوتنا ... قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل)
فعلى هذا القول تكون هذه القراءة بمعنى من قرأ:(تنبت بالدهن) بفتح التاء، والمعنى أن الدهن ينبتها وقيل في القرآن: إن الباء زائدة كزيادته في قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلا التهلكة} وكزيادتها في قول الراجز:
(نحو بنو جعدة أصحاب الفلج ... نضرب بالسيف ونرجو بالفرج)
ــ
لقضاء أوطارهم لأنها معاهد الكرم وموارد النعم، وكني بنبات البقل عن الخصب وزوال الجدب وحينئذ ينصرف المقلون من عندهم للانتجاع، ومعنى البيت الأخير أنه لا يلد الكريم إلا كريم ولا يترقى إلى موضع كريم إلا عظيم كما تنبت القناة إلا القناة ولا ينبت النخل في غير مغارسه فضرب ذلك مثلاً لأنهم كرماء أولاد كرماء، وهو في غاية البلاغة واللطف. والخطِّي بفتح الخاء: الرمح نسبه إلى الخط ساحل بالبحرين تنسب إليه الرماح، والوشيج بالمعجمة الأصل وعروق الشجر وسيأتي الكلام على الباء الزايدة. ثم أنشد شاهداً على زيادة الباء قول الراجز:
(نحن بنو ضبة اصحاب الفلج ... نضرب بالصيف ونرجو بالفرج)
وهو بيت لا يعرف قائله، ولم يُعز في شرح الشواهد، و"صبَّة" علم رجل، وهو عم أو ابن عم "التميم بن مر"، والفلج هنا بمعنى الظفر والفرح، ولم يحك فيه "الجوهري" غير سكون اللام، ولذا قال "الدماميني" في شرح "المغني" أن فتح اللام