فيكون تقدير الكلام على هذا التأويل: تنبت الدهن أي يخرج الدهن.
وقيل: إن الباء متعلقة بمفعول محذوف تقديره تنبت ما تنبته وفيه دهن، كما تقول: ركب الأمير بسفيه، أي وسيفه معه، وخرج زيد بثيابه، أي وثيابه عليه.
وقيل. وهو أحسن الأقوال: إنما زيدت الباء لأن إنباتها الدهن بعد إنبات الثمر الذي يخرج منه الدهن، فلما كان الفعل في المعنى قد تعلق بمفعولين يكونان في حال بعد حال، وهي الثمرة والدهن احتيج إلى تقويته في التعدي بالباء.
ــ
اتباعاً لفتح الفاء ضرورة، وهو من عدم الاطلاع؛ فإنه بفتحتين لغة أصلية فيه، وفي شرح العلامة "الزمخشري" لمقاماته الفلج، والفلج كالرشد والرشد الظفر وفلج على خصمه وفلجه بالحجة غلبة وفي المثل "من يأت الحكم وحده يفلج" وفي حديث "علي": "كالياسر الفالج" اهـ. (وقيل وهو أحسن الأقوال: إنما زيدت الباء لأن إنباتها الدهن بعد إنباتها الثمر الذي يخرج الدهن منه، فلما كان الفعل في المعنى قد تعلق بمفعولين يكونان في حال بعد حال وهما الثمرة والدهن احتيج إلى تقويته في التعدي بالباء). وقوله: الهمزة أصلية فيه تسمح. والمراد أنها في أصل بناء الكلمة لا عارضة للتعدية بقرينة قوله لا للنقل.
وقوله (تكون هذه القراءة بمعنى قراءة من قرأ تنبت بالدهن بفتح التاء) هذا على ما اختاره، فأما إذا قيل أن الباء للتعدية على الفتح ومتعلقة بمحذوف، وهو حال أي تنبت ثمرتها دهنه، فلا يكونان بمعنى، وعلى الحالية هو كخرج بسلاحه أن متسلحاً، فموضع الباء وما بعدها نصب على الحال، ولو كانت الباء للتعدية كان معناه أخرج السلاح، وإن جعلت الباء زائدة في الضم تشارك المعنيان. وقوله (والمعنى إن الدهن ينبتها)[ليس بصحيح، بل المعنى أنها تنبت الدهن إذا الدهن لا ينبتها] وإنما ينبتها الماء والقلب بعيد،