وقوله (احتيج إلى تقوية في التعدي بالباء) هو بعينه كلام "الجوهري"، و [قد] قيل عليه: إنه غلط منه وممن تأوله، لأن الباء ليست للتعدية هنا عند أحد من النحويين على ضم التاء. وإنما هو على أن المفعول محذوف والجار والمجرور حال والتقدير تنبت ثمرتها ودهنها فيها فليس ها هنا مفعولان يكون التعدي إلى الثاني بالباء، وإنما هو مفعول وحال اهـ.
واعلم أن صاحب "اللباب" قال: باء المصاحبة لا تكون إلا ظرفاً مستقراً ولا مانع من الإلغاء فيها عندي كما في باب الاستعانة، فإذا قلت اشترى الفرس بسرجه جاز تعلق الباء باشترى على جهة المصاحبة كما: كتبت بالقلم فإن وجوه التعلق مختلفة فحينئذ لنا أن نقول: الباء متعلقة بتنبت معدية له لأن التعلق والتعدي يكونان بمعنى. فلا يرد رد "ابن بري" على المصنف و"الجوهري"، ولا يبعد أن يتعدى أنبت بالباء لمفعول ثان وإسناد الشيء إلى ما ذكر مجاز.