للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى التحذير، وهذا الفعل إنما يتعدى إلى مفعول واحد، فإذا كان قد استوفى عمله ونطق بعده باسم آخر لزم إدخال حرف العطف في معموله عليه، كما لو قلت: اتق الشر والأسد، اللهم إلا أن يكون المفعول الثاني حرف جر كقولك إياك من الأسد، أي باعد نفسك من الأسد.

ــ

فأضمر بعد إياك ناصباً تقديره اتق. قال "ابن عصفور": إن حذفت الواو لم يلزم إضمار الفعل نحو قوله: فإياك إياك المراء البيت. ولو كان في الكلام لجاز إضمار هذا الفعل، وقال "ابن يعيش": المراد في البيت والمراء فحذف حرف العطف، أو من المراء فحذف حرف الجر، وقال "أبو البقاء": المختار عندي أن يقدر له فعل يتعدى إلى مفعولين نحو جنب نفسك الشر، فإياك في موضع نفسك اهـ.

وفي "كتاب سيبيويه" لو قلت إياك الأسد تريد من الأسد لم يجز كما جاز في أن، إلا أنهم زعموا أن "ابا إسحاق" أجاز هذا البيت: فإياك إياك المراء فإنه.

كأنه قال: إياك ثم أضمر بعد إياك فعلاً آخر فقال: اتق المراء، وقال "الخليل" لو أن رجلاً قال: إياك نفسك لم أعنفه اهـ. وبما قرع سمعك من كلام هؤلاء الفحول تعلم

<<  <   >  >>