(وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) لا يعرفون وقت بعثهم فإن الأصنام تبعث فتتبرأ من عبادتها وقيل: ضمير يبعثون إلى عبدتهم يعني هم جهلاء فلا يستحقون الإلهية.
(إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) بعد ذكر حجج وحدانيته أخبر بالنتيجة، (فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) لا يتأملون في الحجج وإن كانت واضحات ويستكبرون عن اتباع الرسل بخلاف من يؤمن بالآخرة فإنه طالبٌ الدلائل متبع للحق، (لَا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) فيجازيهم وهو في موضع الرفع بمحذوف أي: حق أن الله تعالى يعلم سرهم وعلانيتهم حقًّا، (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الُمسْتَكْبِرِينَ) لا يثيبهم، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) السائل الحاجُّ يسألون هؤلاء المكذبين، (قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي: بها يدعي نزوله مأخوذ من الكتب المتقدمة ليس بمنزل من الله تعالى، (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) هي لام العاقبة فإن قولهم هذا أدَّاهم إلى حمل أوزار ضلالهم كاملة لم يكفر منها شيء بمصيبة أصابتهم في الدنيا لكفرهم، (وَمِنْ أَوْزارِ) أي: ليحملوا أوزار أنفسهم وبعض أوزار، (الذِينَ يُضِلونَهُم) يعني خطيئة إغوائهم لغيرهم، (بِغَيْرِ عِلْمٍ) حال من مفعول يضلون أو من فاعله، (أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُون) أي: بئس شيئًا يزرونه صنيعهم.