وقيل المراد العلماء، والجهال، (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ): سماع قبول، (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) أي: الكفار المصرين فإنهم كالأموات في عدم الانتفاع بالموعظة، (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ): فما عليك إلا الإنذار، (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ) أي: محقًّا أو محقين، وقيل: إرسالاً مصحوبًا بالحق، (بَشِيرًا): للمؤمنين، (وَنَذِيرًا): للكافرين، (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ): أهل كل عصر، (إِلَّا خَلَا): مضى، (فِيهَا نَذِيرٌ): نبي ينذرهم من عقاب الله، ومتى بقيت آثار النذارة صدق أن تلك الأمة لم تخل عن نذير، ولهذا لما اندرست آثار نذارة عيسى بعث الله سيد الكونين - عليهما الصلاة والسلام (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ): فلا تحزن لأنه ليس ببدع، (فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ)، من باب التنازع والعمل للثاني، (بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ): الكتب، (وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ): الواضح المبين، العطف لتغاير الوصفين، (ثُمَّ أَخَذْتُ): أهلكت، (اَلذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ): إنكاري، وتغييري لهم بالعقوبة.