(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) نزلت حين قال رهط من قريش: هلم يا محمد تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، ونشركك في أمرنا كله (لاَ أَعبدُ): في المستقبل، فإن (لا) على المضارع للاستقبال (مَا تَعبدُونَ): في الحال (وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ): في المستقبل (مَا أَعبدُ): في الحال وذكر (ما) هاهنا للمطابقة، أو لأن المراد، ما أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق (وَلاَ أَنا عَابدٌ): في الحال، أو قط (مَا عَبَدتُّمْ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ): في الحال، أو قط (مَا أَعبدُ) لم يقل ما عبدت لأنه لم يطابق المقام؛ لأنَّهُم ينكرون ما هو عليه بعد النبوة، ويعتقدونه ويعظمونه قبلها، وعن بعض العلماء: إن المراد من لا أعبد نفي الفعل، ومن لا أنا عابد نفي الوقوع والإمكان، فلا تكرار، وعن بعض هو تكرار وتأكيد على طريقة أبلغ، فإن الثاني جملة اسمية، وعن بعض:(ما) في الأخيرين مصدرية، أي: ولا أنا عابد، وتابع عبادتكم وطريقتكم، ولا أنتم مقتدون عبادتي وطريقتي، ولهذا قال:(لَكُمْ دِينُكُمْ): الكفر (وَلِيَ دِينِ): الإسلام، لا تتركونه، ولا أترك، وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنَّهم لا يؤمنون.