وأنَّهم مخلصون فيها أو لا وأنا لا أطلب سوى التصديق، وحسابهم على الله (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) فقيرًا كان أو غنيًّا شريفًا أو دنيًّا، (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) فليس لي طرد أحد واجتباء آخر (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ) عما تقول (لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ) المقتولين بالحجارة، أو المشتومين (قَالَ رَبِّ إِن قَوْمِي كَذبُونِ) وما دعا وما شكا عليهم، وعنهم إلا بعد أيام متطاولة يدعوهم، وهم في كفرهم يعمهون (فَافْتَحْ) فاحكم (بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الُمؤْمِنِينَ) من بلاء تنزل عليهم، أو من كيدهم وشؤمهم (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ المَشْحُون) المملوء من أنواع الأشياء (ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ) أي: بعد إنجاء المؤمنين (الْبَاقِينَ) من قومه (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً) دالة على أن المكذبين في معرض العقوبة ولو بعد حين (وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).