(مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا): لما قتل منا في هذه المعركة، (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) أي: لخرج الذين قدر القتل عليهم إلى مصارعهم ولم يستطيعوا الإقامة في المدينة (وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا في صُدُورِكُمْ)، ليمتحن، ويظهر سرائركم من الإخلاص وعدمه، وهو عطف على محذوف أي برز لنفاذ القضاء وليبتلي، أو علة فعل محذوف أي: فعلنا ذلك، (وَلِيُمَحِّصَ مَا في قُلُوبِكُمْ): يكشفه، ويميزه أو يطهره، ويخلصه من الوساوس (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ): بضمائرها، (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ): أيها المؤمنون، (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ): في أحد، (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) أي: انهزم من انهزم لأجل استزلال الشيطان إياهم ببعض الذنوب، وإيقاعهم فيه يعني اقترفوا ذنوبًا لم يستحقوا معها التأييد الإلهي، وتقوية القلب فلذا فروا أو لأجل أنه حملهم على الذلة التي هي الفرار بسبب ذنب هو بمخالفة الرسول أعني ترك المركز أو بشؤم ذنوب تقدمت لهم فإن المعاصي يجر بعضها بعضًا كالطاعة، (وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ) تلك الخطيئة، (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ): للذنوب، (حَلِيمٌ): لا يعاجل بعقوبة العصاة.