(وَالسَّلْوَى): طير هو السماني أو يشبه السماني، (كُلُوا من طَيِّبَاتِ)، أي: قلنا لهم كلوا من حلالات، (مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا)، يعني فظلموا بأن كفروا هذه النعم وما ظلمونا فحذف اختصارًا، (وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ): بالكفران، (وَإِذ قُلْنا ادْخُلُوا) أمروا به بعد التيه، (هَذه القَرْيَةَ)، بيت المقدس أو أريحا، قيل هم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى، (فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا): واسعًا منصوب على المصدر، (وَادْخُلُوا البَابَ): القرية، (سُجَّدًا): منحنين كالركع تواضعًا أو ساجدين لله شكرًا، (وَقولُوا حِطَّةٌ)، أي: مسألتنا خطة، أي: حط عنا خطايانا، أمروا بالاستغفار كما صح عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: أي: مغفرة استغفروا، وقيل أقروا بالذنب، قال عكرمة: قولوا لا إله إلا الله، (نغفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ): بسجودكم ودعائكم وهو جواب الأمر، (وَسَنَزِيدُ الُمحْسِنِينَ): ثوابًا وإحسانًا، (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ): فقالوا حبة في شعرة، أو حنطة، وحاصله أنَّهم أمروا أن يدخلوا سجدًا فدخلوا يزحفون على أستاههم رافعي رءوسهم، وأمروا أن يستغفروا فاستهزءوا وهذا غاية العناد والمخالفة، ولهذا قال الله تعالى (فَأَنزَلنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ): عذابًا أو طاعونًا أو بردًا، (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون): بسبب خروجهم عن طاعة الله تعالى.