بنات الله، (سُبْحَانَهُ) عن ذلك، (بَلْ) هم، (عِبَادٌ مكْرَمُونَ) وليسوا بأولاد، (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ): لا يقولون شيئًا حتى يقول الله، ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم، كما هو طريق الأدب، (وَهُم بِأَمرِهِ يَعْمَلُونَ) لا يعملون بما لا يأمرهم، ولا يبعد أن يكون ذلك كالدليل على أنَّهم غير الأولاد فإن الأولاد لا يكون كذلك، (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ): يحيط علمه بجميع أحوال عباد مكرمين مما قدموا وأخروا، (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى): أن يشفع له، (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) مرتعدون لا يأمنون مكر الله، والإشفاق خوف مع اعتناء، فإن عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، وإن عدي بعلى فبالعكس، والخشية خوف مع تعظيم، (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ): من الملائكة، وهذا على سبيل الفرض، (إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) قيل: أراد إبليس حيث دعا الخلق إلى عبادة نفسه دون عبادة ربه، (كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ): المشركين.