المشركين فقتلوا يوم بدر (إِلا الُمسْتَضْعَفِينَ) استثناء منقطع (مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) الصبيان أو المماليك وذكر الصبيان إن أراد المراهقين فظاهر وإلا فللمبالغة والإشارة إلى أن على القوم أن يهاجروا بهم (لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً) أسباب السفر من قوة أو مال حال عن المستضعفين أو صفة له إذ لا تعيين في الألف واللام (وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) لا يعرفون طريقًا (فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ) هم وإن كانوا عاجزين لكن ربما تمكنوا من الهجرة وقتًا ما بنوع ما ولم يدروا ولهذا أطمعهم في العفو وليعلم أن تلك الهجرة أمر خطير من شأنه أن لا يأمن المعذور فكيف بغيره (وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا) تمتعًا يراغم به الأعداء، وعن كثير من السلف أن المراغم التحول من أرض إلى أرض وعن بعضهم متزحزحًا عما يكره (وَسَعَةً) في الرزق أو من الضلالة إلى الهدى (وَمَن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ) في الطريق (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) ثبت أجره عند الله نزلت في ضمرة بن جندب شيخ كبير مصاب البصر هاجر من مكة فمات في الطريق (وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا) فبرحمته يجعل الناقص كالتام.