للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا) (١) وهي خمسة وعشرون خصلة، (كَانَ سَيِّئُهُ) أي: المنهي عنه لا المأمورات، (عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا) مبغوضًا، ومَن قرأ (سيئةً) فذلك إشارة إلى ما نهى عنه خاصة واسم كان ضمير لكل ومكروهًا خبر بعد خبر أو بدل من سيئه أو حال من ضمير كان، (ذَلِكَ) أي: الأحكام المتقدمة، (مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) وهي معرفة الحق لذاته والخير للعمل، (وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ) كرره لأنه المقصود والتوحيد رأس كل حكمة، (فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا) من الله والملائكة ومن نفسك، (مَدْحُورً): ملعونًا والمراد من هذا الخطاب اهتداء أمته عليه السلام، (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) أي: أفخصكم ربكم بأفضل الأولاد؟ فالهمزة للإنكار، (وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا) بناتًا لنفسه كما قلتم الملائكة بنات الله تعالى، (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا) إضافة الولد إلى الله تعالى ثم تفضيل أنفسكم عليه حين تنسبون إليه ما تكرهون ثم جعل الملائكة إناثًا وأي خطأ وقولٍ أعظم من هذا.

* * *

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (٤١) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (٤٢) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ


(١) ذكرت الآية كاملة لئلا تلتبس بقوله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا) لأن الآية كتبت في الأصل هكذا (وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ). اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).

<<  <  ج: ص:  >  >>