للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ) وكل يجازى بعمله (لَا حُجَّةَ): لا خصومة (بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ) وهذا قبل نزول آية السيف فإن السورة مكية. وقيل: لا إيراد حجةٍ بيننا، فإنه قد ظهر الحق (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا): يوم المعاد (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) فيفصل بيننا (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ): يجادلون (فِى اللهِ): في دينه (مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ) أي: بعد ما استجاب الناس لله تعالى ودخلوا الإسلام، وقيل: بعد ما استجاب الله تعالى لرسوله بإظهار دينه، وقيل: بعد ما استجاب أهل الكتاب له وأقروا بنبوته (حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ): باطلة زائلة (عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ) جنسه (بِالْحَقِّ) متلبسًا بعيدًا من الباطل (وَالْمِيزَانَ): العدل وهو شرعه، أو إنزال العدل عبارة عن الأمر به، أو المراد إنزال الميزان على الحقيقة، كما سنذكره في سورة الحديد من أنه نزل إلى نوح وأمر أن يوزن به (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ): التي هي يوم الجزاء، ووضع الميزان والعدل (قَرِيبٌ) فواظب على العدل، وتذكير قريب، لأن الساعة بمعنى البعث، أو لأن تقديره: لعل مجيء الساعة (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا): استهزاء (وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ): خائفون (مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ): الكائن ألبتَّة فيستعدون لها (أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ): يجادلون (فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) عن طريق الصواب (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ): بار بالبر والفاجر (يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ) أي: يرزق من يشاء ما يشاء على مقتضى حكمته (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ): القادر المطلق الذي لا يغلب.

* * *

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢١) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>