لم نعهد أن نسمعه، وينفي ما اتفق عليه الخلق من ألوهيتي (قَالَ) موسى (رَبُّ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَينَهُمَا) فإن طلوع الشمس من جانب، والغروب من آخر علي هيئة مستقيمة مع اختلاف المطالع في فصول السنة من أظهر ما استدل به (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) إن كنتم عقلاء عارض [إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ] " به قيل: سؤال فرعون بقوله، وما رب العالمين، عن حقيقة المرسل، وموسى عرفه بأظهر خواصه وآثاره، إشارة إلى أن بيان حقيقته ممتنع، ولهذا قال: إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها ثم استعجب فرعون لأنه سأل عن الحقيقة، وأجيب بالأفعال، ثم عدل إلى ما أقرب إلى الناظر، وأوضح عند التأمل، ثم صرح فرعون بجنونه لأنه يسأل عن شيء، ويجيب عن آخر، ثم استدل بشيء من غرائب آثاره الظاهرة الدالة على كمال قدرته وحكمته، فعدل فرعون إلي التهديد (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ منَ المَسْجُونينَ) اللام للعهد فسجنه هوة بعيدة العمق مظلمة، أي: ممن عرفت حالهم في السجن (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) الواو للحال، أي أتفعل بي ذلك، ولو جئتك بشيء يبين لك صدقي؟ (قَالَ فَأتِ بِهِ إِن كنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك أو في أن لك بينة (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مبِينٌ) ظاهر ثعبانيته (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) تتلألأ كالشمس لها شعاع يكاد يغشى الأبصار ويسد الأفق.