(بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ)، فائدة إثبات الإيمان لهم إظهار فضل الإيمان والترغيب فيه، كإثبات الصلاح والصدق للأنبياء (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)، لما بينهم من المناسبة بالإيمان، (رَبَّنَا) أي: يقولون ربنا، (وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) أصله وسعت رحمتك كل شيء، فنصب الفاعل بالتمييز وأسند الفعل إلى صاحب الرحمة للمبالغة، كأن ذاته رحمةٌ واسعة كلَّ شيء (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا) أي: لمن علمت منه التوبة (وَاتَّبَعُوا سَبيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ): إياها، (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائهِمْ)، عطف على مفعول أدخل (وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) أي: أدخلهم وهؤلاء، وساو بينهم في المنزلة، لتُتم سرورهم وتُقر أعينهم. عن سعيد بن جبير إن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن أقاربه أين هم؟ فيقال: إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل فيقول: إني إنما عملت لي ولهم، فيلحقون به في الدرجة، ثم تلا هذه الآية وهذا معنى قوله تعالى:(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) الآية [الطور: ٢١](إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ): الغالب القادر على كل شيء، (الْحَكِيمُ): فى جميع أفعالك (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ) أي: العقوبات أو وبال السيئات، وهو تعميم بعد تخصيص (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ) أي: تقه (يَوْمَئِذٍ): يوم القيامة (فَقَدْ رَحِمْتَهُ)، وجاز أن يراد من السيئات في الموضعين المعاصي، فيكون معناه ومن تقه في الدنيا عن المعاصي، فقد رحمته يوم القيامة (وَذَلِكَ): الرحمة والوقاية، (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).