للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم منها ألف سنة مما تعدون، (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا): روحًا ينفس عنهم حر النار، أو نومًا، (وَلَا شَرَابًا): يسكن من عطشهم، (إِلا حَمِيمًا) أي: لكن يذوقون فيها ماء في غاية الحرارة، (وَغَسَّاقًا): ماء يسيل من جلود أهل النار، وعيونهم، أو الزمهرير، ويحتمل أن قوله: " لا يذوقون " حال من ضمير " لابثين "، أو صفة " أحقابًا " على أن ضمير فيها للأحقاب، وحاصله: لابثين فيها أحقابًا غير ذائقين إلا حميمًا، وَغَسَّاقًا، وبعد ذلك يبدلون جنسًا آخر من العذاب، (جَزَاءً وِفَاقًا) أي: جوزوا بذلك جزاء ذا وفاق لأعمالهم، أو موافقًا لها، (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ): لا يخافون، (حِسَابًا): ولا يؤمنون بيوم الدين، (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا): تكذيبًا، وفعال بمعنى تفعيل شائع مطرد، (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا): في الإحصاء، والكتابة معنى الضبط، والتحصيل، فيكون كتابًا مفعولاً مطلقًا من أحصينا، لأن أحصى بمعنى كتب، أو بالعكس، وجاز أن يكون حالاً بمعنى المكتوب في اللوح، (فَذُوقُوا) أي: فيقال لهم: ذوقوا، وهو مسبب عن عدم الحوف عن الحساب، وتكذيب الآيات، (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا)، عن بعض السلف: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه.

* * *

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (٣٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>