وسكنوا فيه هم من أهل الروم، قصد دقيانوس تعذبيهم ليرجعوا إلى الشرك فهربوا بدينهم إلى الكهف (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) ترحمنا بها وتسترنا من أعين قومنا (وَهَيِّئْ لَنَا): يسر لنا (مِنْ أَمْرِنَا): الذي نحن فيه من الفرار عن الكفار (رَشَدًا): نصير بسببه راشدين مهديين (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) أي: ضربنا عليها حجابًا من أن تسمع يعني أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات، فحذف المفعول كما يقال: بنى على امرأته أي: القبة (فِي الْكَهْفِ سنينَ) ظرفان لـ ضربنا (عَدَدًا) أي: ذوات عدد (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ): أيقظناهم (لِنَعْلَمَ) ليتعلق علمنا تعلقًا حاليًا، أو لنعلم علم المشاهدة (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) المختلفين منهم (أَحْصَى) أضبط (لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) أي: أضبط أمدًا لزمان لبثهم فإنهم لما انتبهوا اختلفوا في ذلك كما قال تعالى: " قال قائل منهم كم لبثتم " الآية، أو المراد من الحزبين غيرهم، فقد ذكر أن أهل قريتهم تنازعوا في مدة لبثهم ولصدارة أي لما فيه من معنى الاستفهام علق لنعلم عنه فهو مبتدأ، وأحصى الذي هو فعل ماض خبره، وأمدًا مفعوله.