كانت استفهامية فانظروا معلق عن العمل، (في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، من الصنائع الدالة على وحدته، (وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ) أي: الرسل أو الإنذارات (عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) في حكم الله تعالى، أي: لا تفيد لهم وبعضهم على أن ما استفهامية إنكارية أي: أي شيء تغني الآيات عنهم؟ (فَهَلْ يَنتَظِرُونَ) أي: أهل مكة، (إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا): مضوا، (مِن قَبْلِهِمْ) أي: مثل وقائع الأمم السالفة والعرب تسمي العذاب أيامًا، وهم وإن كانوا لا ينتظرون عذاب الله لكن لما استحقوه ناسب أن يشك في أنَّهم منتظرون، قيل: معناه هل ينتظرون لك يا محمد إلا مثل تلك الوقائع لمن سلف؟ (قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي) عطف على محذوف كأنه قيل: نهلك الأمم ثم ننجى، (رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا) معهم، (كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) أي: مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين حين نهلك المشركين وحقًا علينا معترضة، أي: حق ذلك علينا حق بحسب وعدنا.