الآية لبيان أنه كما هو خالق فهو رازق، وهم معترفون به أيضًا كما يبين بقوله:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ) فإن المطر هو السبب الكلي لوجود الرزق، وهم مع اعترافهم بخالقيته ورازقيته يعدلون عنه (قُلِ) يا محمد: (الْحَمْدُ لله) على ظهور حجتك عليهم، وعلى عصمتك عن مثل تلك الضلالة (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) ما يقولون من الدلالة على بطلان الشرك.
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) إشارة تحقير (إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) كما يجتمع الصبيان سويعة مبتهجين، ثم يتفرقون وليس في أيديهم سوى إتعاب البدن (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ) الحياة الحقيقية التي لا موت فيها، فكأنها في نفسها حياة والحيوان مصدر حي وقياسه حية ففيه شذوذان قلب الياء واوًا وترك الإدغام (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) حقيقتها لعلموا صحة ما قلنا (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ