للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِرَبِّكُمْ) أي: إلى هذا الأمر الجليل اليسير، (وَقَدْ أَخَذَ): الله، (مِيثَاقَكُمْ): حين أخرجكم من ظهر آدم أو بإقامة الحجج، (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ): بحجة ودليل، وعن بعض المفسرين الميثاق بيعة الرسول - عليه الصلاة والسلام، فإن الخطاب مع المؤمنين على سبيل التوبيخ، (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ): القرآن، (لِيُخْرِجَكُمْ): الله، أو العبد، (مِنَ الظلُمَاتِ): الجهالات، (إِلَى النُّورِ): العلم، (وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا): في أن لا تنفقوا الظاهر أن هذا خطاب للمؤمين، والأول للكافرين، (فِي سَبِيلِ اللهِ وَلله مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): هو يتصرف في كل شيء وحده فإنكم ميتون تاركون لأموالكم، (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ): فتح مكة، (وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ): بعد فتح مكة، (وَقَاتَلُوا): فإنه كان الأمر قبل الفتح شديد، أو الناس في ريب في أمر الرسالة لكن بعد الفتح ظهر الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وققت الحاجة إلى الإنفاق، (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى) أي: وعد كلاً من النفقين من قبل ومن بعد الجنة، (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ): فلا يضيع عنده عمل عامل.

* * *

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>