رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره، والله لا أسمع قول معتب بن قشير إلا كالحلم لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا، وعن ابن مسعود: النعاس في القتال من الله، وفي الصلاة من الشيطان، (يَغْشَى): النعاس (طَائِفَةً مِنْكُمْ)، وهم المؤمنون حقًا، (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) ما بهم إلا هَمُّ أنفسهم وطلب خلاصها، وهم المنافقون، (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ): نصب (غَيْرَ الْحَقِّ) بالمصدر أي يظنون غير الظن الحق، وظن الجاهلية بدله أو هو مفعول مطلق، وغير الحق مصدر لمضمون الجملة أي يظنون ظن الجاهلية يقولون قولاً غير الحق، وهو أنَّهم يظنون أنه ما بقي من أمر محمد صلى الله عليه وسلم شيء، (يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) أي: هل لنا من النصر والغلبة شيء، ونصيب قط؛ وهذا إنكار منهم، (قُلْ): يا محمد، (إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لله): النصر والظفر والقضاء والقدر، (يُخْفُونَ فِي أَنفسِهِم): من النفاق استئناف، أو حال من فاعل يقولون، (مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُون)، بدل من يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك أو استئناف أي إذا خلا بعضهم إلى بعض يقولون،: (لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) أي: لو كنا على الحق،