للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما زعمتم من عدم الكره كيف وقد أنكرنا عليكم أشد الإنكار بلسان رسلنا وإنما عليهم التبليغ لا الإهداء، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَّسُولاً أَن اعْبُدُوا الله وَاجْتَنِبُوا الطاغُوتَ) أي: بعثناهم بذلك الأمر فكيف يتمسكونَ بمشيئته؟! (فَمنهُم منْ هَدَى اللهُ) فلا يشرك ولا يحرم حلاله، (وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ) وجبت، (عَلَيْهِ الضَّلالَةُ) إذا يوفقهم ولم يهدهم فالله تعالى عنهم غير راض؛ بل أراد شقاوتهم، (فَسيرُوا) يا معشر قريش، (فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقبَة المُكَذِّبِينَ) حتى تعرفوا أنهم في سخط من الله تعالى، (إِن تَحْرصْ) يا محمد، (عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) من أراد الله تعالى إضلاله ولا يغير إرادته القديمة بحرصك على هدايتهم، (وَمَا لَهُم مِّن ناصِرِينَ) ينصرونهم وينجونهم من عذابه عطف على إن الله أي: إن تحرص على هدايتهم فلا فائدة فيه، لأن الله لا يهديهم وليس لهم ناصر فمجموع المعطوف والمعطوف عليه علة للجزاء قائمة مقامه.

(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) غلظوا في الحلف، (لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى) يبعثهم، (وَعْدًا)، مصدر مؤكد لنفسه فإن بلي دال على وعد الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>