الأرض فإنه لو أهلك الآباء الكفرة لم تكن الأبناء، (وَلَكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مسَمًّى) انقضاء عمرهم المقدر فيتوالدون، (فَاِذَا جَاءَ أَجَلُهم) أي: وقته، (لاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) أي: لا يمهلون لحظة، (وَيَجْعَلُونَ لله مَا يَكْرَهُونَ) أي: ما يكرهون لأنفسهم من البنات والشريك في الرياسة والأموال، (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكَذِبَ) فسر الكذب بقوله: (أَنَّ لَهُمُ الحُسْنَى) كما قال تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى)[فصلت: ٥٥]، (لاَ جَرَمَ) أي: ليس الأمر كما زُعم كسب قولُهم هذا، (أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) مقدمون إلى النار من الفرط وهو السابق إلى الماء أو منسيون من أفرطت فلانًا خلفي إذا نسيته ومن قرأ بكسر الراء فهو من الإفراط بالمعاصي، (تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا): رسلاً، (إِلَى أُمَمٍ من قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) فأصروا على ما هم عليه ولم يتبعوا رسلنا فلك يا محمد في إخوانك من المرسلين أسوة، (فهُوَ وَلِيُّهُمُ اليَوْمَ) أي: الشيطان ناصرهم الآن وهم تحت نكاله ومن هو ناصره فالويل عليه، وقيل: المراد من اليوم يوم القيامة، (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ): في الآخرة، (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ): للناس، (الذِي اخْتَلَفُوا فيهِ): من أمر الآخرة، (وَهُدًى وَرَحْمَةً) معطوفان على