بعلمه، (وَمَا أُوتِيتم مِّنَ العِلْمِ إِلا قَلِيلاً)، أي: ما اطلعتم من علمه إلا على القليل يعني في جنب علم الله قليل وأمر الروح مما لم يطلعكم الله عليه، وقد روي أن اليهود قالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلاً وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا فنزلت (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ)[لقمان: ٢٧] الآية، (وَلَئِنْ شِئْنَا) اللام توطئة القسم، (لَنَذْهَبَنَّ) جواب القسم ساد مسد جواب الشرط، (بِالذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) أي: إن شئنا محونا القرآن عن مصاحفكم وصدوركم، (ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا): من يصير وكيلاً علينا باسترداده، (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أي: لكن رحمة ربك تركته غير مذهوب به أو الاستثناء متصل يعني: إن نالتك رحمته تسترده عليك كأن رحمته تصير وكيلاً عليه، (إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا) حيث أنزل عليك الكتاب وأبقاه، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) وإن فرض أن كلهم بلغاء، (عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ) في البلاغة والإخبار عن المغيبات، (لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) لعدم قدرتهم وهو جواب القسم الدال عليه اللام، (وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا): معينًا وناصرًا في الإتيان، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا) بيَّنا مكرَّرًا، (لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) من