للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطف على يؤمنوا أي: من أن يستغفروا (إِلا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ) أي: إلا تقدير أن يأتيهم عذاب الاستئصال فإنه تعالى قدَّر عليهم العذاب فذلك هو المانع من إيمانهم، أو إلا طلب أن يأتيهم العذاب الموعود وأخذهم عن آخرهم كما قالوا: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ .. ) الآية [الشعراء: ١٨٧]، (اللهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ) الآية [الأنفال: ٣٢]. أو إلا انتظار أن تأتيهم كما يقال لمن حان له الرواح عن منزله وهو غير رائح: ما تنتظر إلا الهلاك (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا) عيانًا وهو بضم القاف والباء لغة في قِبَلا بكسر القاف وفتح الباء أو جمع قبيل بمعنى أنواع (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ): للمؤمين، (وَمُنْذِرِينَ): للكافرين، (وَيُجَادِلُ الذِينَ كَفَرُوا بِالباطِلِ) كما قالوا: (أَبَعَثَ اللهُ بَشَرًا رَسُولًا) [الإسراء: ٩٤]، (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: ٣١]، وأمثال ذلك (لِيُدْحِضُوا): ليزيلوا، (بِهِ): الجدال، (الْحَقَّ) الذي جاءهم عن مقره ويبطلوه (وَاتَّخَذُوا آيَاتِي) الحجج والبراهين (وَمَا أُنْذِرُوا) أي: ما أنذروه من العقاب أو ما مصدرية أي: إنذارهم (هُزُوًا) استهزاء (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ): بالقرآن، (فَأَعْرَضَ عَنْهَا) تركها ولم يؤمن بها ولم يتفكر فيها (وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ): ما سلف من معاصيه، (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكنَّةً): أغطية وغشاوة تعليل للإعراض والنسيان (أَنْ يَفْقَهُوهُ) أي: كراهة أن يفهموه، ولما كان المراد بالآيات القرآن ذكر الضمير وأفرده (وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا): صممًا وثقلاً معنويًا عن استماع الحق حق استماعه (وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا) إذاً جواب وجزاء كأن قوله: " إنا جعلنا على قلوبهم أكنة " في معنى لا تدعهم ثم نزل حرصه عليه الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>