مِنْهَا): من الجنة والهبوط النزول إلى الأرض (جَميعًا)، لما كانا أصلي البشر خاطبهما مخاطبتهم (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ): متعادين بالحسَد وأنواع العداوات (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى): كتاب ورسول (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ): في الدنيا، (وَلا يَشقَى): في الآخرة الشرط الثاني مع جوابه جواب للشرط الأَول، وما مزيدة أكدت به " إن " التي للشك وعلم منه أن إرسال الرسل غيرٍ واجب عقلاً، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي): عن اتباع القرآن، (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)، المراد عذاب القبر، وقد وَرد أن المعيشة الضنك أنه يسلط عَليه تسعة وتسعون حية، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة أو في الدنيا بأن لا طمأنينة له فلا يزال في نصب من خوف القلة وما برح في تعب من هم إلا زيد في الدنيا أخذت بمجامع همه أو في النار، والضنك الضيق مصدر وصف به يستوى فيه المذكر والمؤنث (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى): أعمى البصر أو لا حجة له (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ): مثل ذلك فعلت أنت ثم فسره فقال: (أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا): َ تركتها وأعرضت عنها، (وَكَذَلكَ): مثل تركك إياها (الْيَوْمَ تُنْسَى): تترك على عماك (وَكَذَلكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ): في مخالفة الله، (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّه وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ): من ضنك العيش، (وَأَبْقَى) قيل: معناه عذاب الآخرة بعد العمى، وهو النار أشد وأبقى (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ)، فاعل " يهْد " جملة " كم أهلكنا "