للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اذكر من أوقات رشده وقت قوله لأبيه: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ): الصور التي لا روح فيها، (التِي أَنتم لَهَا عَاكِفُونَ) عدى العكوف باللام لتضمن معنى العبادة، فإن العكوف يستعمل بعلى، (قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ): فقلدناهم، (قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) أي: المقلِّدون والمقلَّدون منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة، (قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ) أي إما تقوله جد أم هزل، فإنهم استعجبوا واستبعدوا تضليله آباءهم، (قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إضراب عن كونه لاعبًا بإقامة البرهان على ما ادعاه، (الَّذِي فَطَرَهُنَّ) قيل الضمير للتماثيل، أو للسماوات والأرض، (وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ): المذكور من التوحيد، أو على أنه خالقهن، (مِنَ الشَّاهِدِينَ): المتحققين له المبرهنين عليه، (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ): أمكرنَّ بها في كسرها، (بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا): عنها، (مُدْبِرِينَ): إلى عيدكم حين كانت البلدة خالية، وإنما قاله سرًّا، ولم يسمع إلا رجل واحد فأفشاه عليه، (فَجَعَلَهُمْ) أي: الأصنام، (جُذَاذًا): مقطوعًا، فعالاً بمعنى مفعول أو جمع جذيذ، (إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ): للأصنام،

<<  <  ج: ص:  >  >>