السلف: لولا هذه الآية لرأيت الحكام قد هلكوا، ولكن الله تعالى حمد هذا بصوابه، وأثنى على هذا باجتهاده، (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) يقدسن لله معه، ويجاوبنه قيل يصلين معه إذا صلى وقيل: إذا فتر يسمعه الله تسبيح الجبال والطير لينشط، ويشتاق ويسبحن حال أو استئناف، وأخر الطير، لما أن تسبيح الجبال لأنها جماد أعجب، (وَكُنَّا فَاعِلِينَ): لأمثاله ليس ببدع منا، (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ): عمل الدرع، (لِتُحْصِنَكم) الضمير لداود في قراءة الياء، ولـ لبوس الذي هو الدرع في قراءة التاء، وهو بدل اشتمال من لكم بإعادة الجار، (مِّنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ) أي: فاشكروا لي وكانت قريش أهل حرب وقتال، (وَلِسُلَيْمَانَ) عطف على مع داود، إن كان متعلقًا بسخرنا، وإن تعلق بيسبحن فتقديره وسخرنا لسليمان، (الرِّيحَ عَاصِفَةً): شديدة الهبوب، (تَجْرِي بِأَمْرِهِ) حال ثانية، (إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكنا فِيهَا) الشام فإنه وطنه، كان له بسط من خشب يوضع عليه ما أراد من الجند، وغيره فتحملها الريح، وتظله الطير من الحر إلى حيث يشاء، والريح في قبضته إن أراد عاصفة فعاصفة، وإن أراد رخوة فرخوة، وعلى الوجهين لينة لا تشوشهم ولا تزلزلهم، (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) فتجري الأشياء