(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، ولما ذكر إضلال قوم وإهداء آخرين قال (إِنَّ اللهَ يَفْعَل مَا يُرِيدُ): لا يُسأل عما يفعل، (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ)، أي: نبيه، (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) كما قال المشركون: ننتظر عليه الدوائر، (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ): يمد حبلاً إلى سماء بياته، أي: سقفه، (ثُمَّ لْيَقْطَعْ): يختنق، (فَلْيَنْظُرْ): يتأمل، (هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ)، سماه كيدًا لأنه منتهى ما يصل إليه يده، (مَا يَغِيظُ): من نصر الله أو غيظه، وحاصله أن الله ناصر رسوله فمن يتوقع من غيظه خلاف ذلك فليجتهد فِي إزالة ما يغيظه بأن يفعل ما يفعل الممتلئ غيظًا، يعني ليس في يده إلا ما لا يذهب غيظه، وعن بعض معناه فليتوسل إلى بلوغ السماء، فإن النصر من السماء ثم ليقطع ذلك عنه، قيل: المراد بالنصر الرزق وحينئذ الضمير في ينصره لمن، (وَكَذَلِكَ): مثل ذلك الإنزال، (أَنْزَلْنَاهُ): القرآن، (آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) أي: ولأن الله يهدي به من يريد هدايته أنزلناه كذلك، فالجملة من التعليل والمعلل المحذوف عطف على (كذلك أنزلناه) إلخ، (إِنَّ الذِين