مَنْسَكًا) أي: لكل أمة نبي جعلنا شريعة، (هُمْ نَاسِكُوهُ): عاملوه، (فَلَا يُنَازِعُنَّكَ): سائر أرباب الملل، (فِي الْأَمْرِ): في أمر الدين أو المراد نهيه - عليه السلام - عن منازعتهم، أي: لا تلتفت إلى منازعتهم ولا تمكنهم من المنازعة، أو معناه: لكل قوم جعلنا وقدرنا طريقة هم فاعلوها ألبتَّة بحكم القدر فلا تتأثر منازعتهم فيك ولا يصرفنك عما أنت عليه من الحق نحو " ولكل وجهة هو موليها "[البقرة: ١٤٨]، قيل: نزلت فيمن جادل وقال: ما لكم تأكلون ما تقتلونه ولا تأكلون ما قتله الله؟! (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ): إلى عبادته، (إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ): طريق موصل إلى المقصود، (وَإِن جَادلوكَ): مراء وعنادًا، (فَقُلِ الله أَعْلَمُ بمَا تَعْمَلون): هو أعلم بما تفيضون فيه، وكفي به شهيدًا بيني وبينكم، (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) هذا خطاب من الله لرسوله وللمجادلين، أو من تتمة ما يؤمر بأن يقول لهم أي قل: الله يفصل بينكم أيها الكافرون والمؤمنون فتعرفون حينئذ الحق من الباطل نحو: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) إلى قوله (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)[الشورى: ١٥]، (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ) ما في السماء والأرض، (فِي كِتَاب) هو اللوح المحفوظ، (إِن ذَلِكَ): إثباته في كتاب وحفظه، (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ): فلا يهمنك جدالهم لأنا قدرناه وهو بمرأى منا، (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ): ما لا برهان سماوي ولا دليل عقلي في عبادته، بل اختلقوه وائتفكوه وتلقوا عن ضُلَّال أسلافهم، (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ): ليس