علمتم فيهم حرفة، ولا ترسلوهم كلابًا على الناس، أو أمانة وكسبًا، أو صدقًا وصلاحًا في الدين، (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ)، أي: اطرحوا لهم من الكتابة بعضها والأكثرون على أن طرح شيء منها واجب، والمراد أمر المسلمين بإعطائهم سهمهم من الزكاة أو بإعانتهم في أداء الكتابة، (وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ)، إماءكم، (عَلَى الْبِغَاءِ): علي الزنا، (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا)، هذا الشرط للاتعاظ يعني: ينبغي أن يحترز من تلك الرذيلة، وإن لم يكن زاجر شرعي حتى لا تكون أمته خيرًا منه، وحاصله لو كانت للأمة هذه الخصلة فما أقبح على مولاها أن يكرهها على الرذيلة، والإكراه لا يتأتى إلا مع إرادة التعفف، (لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، يعني: ما يؤخذ من أجورهن نزلت حين شكت فتيات ابن أبي بن سلول عند النبي عليه السلام عن إكراههن علي الزنا، (وَمَن يكْرِههُّنَّ): على الزنا، (فَإِنَّ الله مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ): لهن، (رحِيمٌ)، والوزر على المكرِه وفي مصحف ابن مسعود لفظ لهن مكتوب، (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ)، بينت وأوضحت آي القرآن، (وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ)، أمثال من أمثال من قبلكم، وما حل بهم من مخالفتهم أوامر الله قال تعالى:(فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ)، (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)، فإنهم المنتفعون بمواعظ القرآن.