للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لِيَذَّكَّرُوا)، ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم، (فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلا كفورًا): كفران النعمة أو جحودًا فإنهم قالوا مطرنا بنوء كذا، (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا): نبيًا ينذرهم ليسهل عليك أعباء النبوة، ولكن ما فعلنا تعظيمًا لأجرك، (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ): فيما يريدونك عليه، وهذا [تيهيج] له ولأمته، (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ) بالقران، (جِهَادًا كَبِيرًا): لا يخالطه فتور بأن تلزمهم بالحجج والآيات أو بما يأمرك القرآن وما علمت منه، (وَهُوَ الَّذِى مَرَجَ البَحْرَيْنِ): أرسلهما في مجاريهما وخلاهما، (هَذَا عَذْب فُرَات): بليغ عذوبته، (وَهَذا مِلْحٌ أجَاج): هو نقيض الفرات، (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا): حاجزًا حتى لا يخلط أحدهما بالآخر، (وَحِجْرًا مَحْجُورًا): وهو كلمة يقولها المتعوذ كما مر في هذه السورة، كأن كلا منهما يقول لصاحبه ما يقوله المتعوذ عنه وهو كدجلة تدخل المالح فتشقه، فتجري في خلاله فراسخ ولا تختلط، وقد ذكر أن في سواحل بحر الهند مثل الدجلة، وأغرب فالحاجز محض القدرة فقط، أو المراد بالعذب الأنهار، والعيون والآبار، وبالملح البحار المعروفة، وبالبرزخ الأرض الحائل بينهما، (وَهُوَ الذِى خَلَقَ مِنَ الَمَاءِ): النطفة، (بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا): ذوي نسب، أي: ذكورًا ينسب إليهم، فيقال: فلان ابن فلان، وفلانة بنت فلان، (وَصِهْرًا) ذوات صهر أناثاً يصاهر بهن، أو النسب ما لا يحل نكاحه والصهر ما يحل، وقيل في ابتداء أمره ولدًا نسيبًا ثم يتزوج، فيصير

<<  <  ج: ص:  >  >>