للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصة مدين سواء، وعن بعض: هم غيرهم، وشعيب من أهل مدين لا منهم، فلهذا لم يقل أخوهم (أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٠) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ) بالميزان السوي قيل القسطاس القبان (وَلاَ تَبْخسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) لا تنقصوا شيئًا من حقوقهم (وَلاَ تَعْثَوْا) لا تغلوا في الفساد (في الأَرْضِ) حال كونكم (مُفسِدِينَ) بالقتل، وقطع الطريق (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ) ذوى الجبلة (الْأَوَّلِينَ) يعني: وخلق الخلائق الأولين (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا) أتوا بالواو هؤلاء دون قوم ثمود دلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه، وكذا أكدوا في نفيها عنه بقولهم: (وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكَاذِبِينَ) والظن بمعنى العلم بدليل " إنْ " واللام، ولذا أيضًا ما طلبوا البرهان عنه، بل قطعوا بما يدل على اليأس، حيث قالوا: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا) قطعة، أو عذابًا (مِّنَ السَّمَاءِ إِن كنتَ مِنَ الصَّادقِينَ) في الدعوى (قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) فيجازيكم بما أنتم تستحقون (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) سلط عليهم حر شديد، فأظلتهم سحابة، واستظلوا جميعًا بظلها، فخرجت نار من السحابة، وأحرقتهم، وعن بعض: كشف عنهم الظلة، وحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى

<<  <  ج: ص:  >  >>