بالذات أو الاكتفاء على فحوى قوله (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)، فإن فيه إثبات البغض لهم والمحبة للمؤمنين، ومن فضله دال على أن الإثابة تفضل محض، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ): بالمطر فالصبا والشمال والجنوب رياح رحمة، (وَلِيُذِيقَكُم مِن رحْمَتِهِ): التابعة لنزول المطر كالخصب، وزكاء الأرض وغيرهما عطف على مبشرات بحسب المعنى أو على محذوف أي مبشرات بالمطر لفوائد جمة وليذيقكم، (وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ): بهذه الرياح، (بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ)، يعني تجارة البحر، (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ): ولتشكروا نعمة الله، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ) كما أرسلناك، (فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ): المعجزات الظاهرات فبعضهم كذبوا بها، (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) وهم المكذبون، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا) من جهة الوعد واللطف، (نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، فيه تبشير النبي - صلى الله عليه وسلم -